قصة الغول

      
عندما كنا صغارا كانت الجدات تروي لنا قصة الغول الذي يخطف الأطفال ليأخذهم إلى أقاصي الغابة والجبال حيث بيته الذي يتوسطه قدر كبير أعد لطبخهم ليكونوا وجبة لعشائه ولأن خيالاتنا الطفولية كانت واسعة فقد بدأ كل واحد منا يرسم لهذا الغول صورة فالبعض يضع له قرون على ورق الرسم والبعض يتخيله وحشا عظيما في كوابيسه والبعض يألف قصة في لقائه به ويخبر أصدقائه كيف لاحقه في الشارع وكيف تمكن من الهروب منه بأعجوبة كبرنا وكبرت معنا قصة الغول التي اكتشفنا في مابعد أنها مجرد خرافة كانت ترويها الجدات بهدف لفت نظرنا لكل عابث تسول له نفسه إيذائنا وكم كانت الجدات على حق في خوفهن وحدسهن وكم كنا على خطأ باعتقادنا بأن الغول مخلوق وهمي ربما لم يظهر في زمن طفولتنا لأن عبق زمن الجدات المسكون بالنخوة والشهامة وصحوة الضمير كان يمنعه ليظهر في زماننا بوجهه القبيح بعد أن سكن المدينة وحكم البشر وخالف قوانين الغيلان فصار يقتنص الصغار في وضح النهار ويلتهمهم نيئين ليخلف لنا قصة هذه المرة حقيقية نرويها لأطفالنا ولكن قبل أن نقرر رويها لهم فلنعد ماسنقول لهم حين يسألوننا أين كنا وماكان رد فعلنا حين ذبح أطفال الحولة على مرأى ومسمع من العالم ؟

2 التعليقات

  1. اختى ناديه العسيرى
    نورتِ الجريده
    اتمنى ان تتحفينا باسلوبك الراقى
    المتجدد دائما

  2. شكرا أستاذ أيمن
    الجريدة منورة بكم وبكل الأصدقاء المتميزين
    يسعدني مشاركتكم
    تحياتي وتقديري

علق على الموضوع