ختان الدماغ /إسعاد يونس

مقالة جديدة لــ اسعاد يونس "خــتــان الــدمــاغ"
ختان الدماغ
١٨/ ٥/ ٢٠١٢


بقلم إسعاد يونس


ما هو أصل إنتو مش واخدين بالكوا.. أنا أقولكو ع السر الدفين.. حاكم أنا عارفة الداء والمرض والدودة اللى وكلة المخ بعيد عنكم.. كان فيه من سنة ونص كده إشى اسمه المجلس القومى للمرأة.. كان مليان ستات بيحاولوا يخلصوا من القرف والهم والخيبة المفروضة عليهم بفعل قوانين تايكة وخايبة حاططها ناس أقل ما يتقال عليهم إنهم مش طايقين المرأة.. كأنهم لا ولاد ولا أزواج ولا أبّهات ولا إخوات مرأة.. المهم نجح هذا المجلس فى تجريم عملية ختان الإناث وحطلها عقوبة.. وده بعد طول كفاح ومرار طافح مع ناس منفوشة زى الزير الفاضى تخبط عليه يرن بعيد عنك م الفراغ.. وبمعاونة رجالة مستنيرة ومكتملة الرجولة من أفاضل الأزهر وأجلة العلماء.. وبعد سنين طويلة تزيد على العشر سنوات من عرضى مثلا لهذه المشكلة فى برنامجى مساحة حرة، الذى استضفت فيه باقة من المستنيرين المحترمين الذين أجمعوا على وحشية هذه الجريمة.. فالناس المريضة دى زرّت ف قلبها وكتمت وقرقضت ضوافر صوابع إيديها ورجليها م الفرسة والغيظ والقهرة.. يابن الكلب يا مجلس قومى؟؟.. تمنع الختان؟؟.. تقطع علينا شهوتنا ومتعتنا بقهر النساء والتنكيل بيهم وفش الغل والغيظ فيهم؟؟.. أودى شنبى ودقنى أنا فين دلوقتى؟؟.. أعبر عن ذكورتى إزاى من غير ما أبخّ نار الجهل والمرض فى نسوان وبنات وأطفال البلد دى.. عشان إذا كان الإسلام أبطل الوأد.. أوئدهم أنا بمعرفتى.
والظاهر بقى لبدوا فى الدرة يندبوا حظهم مستنيين الفرج والعدل بعد الظلم.. لحد ما قامت الثورة.. زاطوا وزأططوا ونكشوا دقونهم وفرحوا بالحرية اللى جابتها الثورة.. الشعب فى حتة فرحان بالتخلص من الحاكم الظالم الفاسد.. وهما بيزيطوا معاه ويقولوا أيوه بقى خلونا نخلص م الحاجات اللى كانت غايظانا زى الأزهر والمحكمة الدستورية والمجلس القومى ده بالمرّة.. اقفلوه على الستات اللى فيه.. ده حتى نساء مش ملتزمات ومش عضوات بمجلس الشعب وبيسافروا لوحدهم من غير محرم.. زأططوا وهما مش مشغولين لا بسياسة ولا مستقبل ولا علم ولا اقتصاد ولا نيلة.. جتلهم الثورة ع الطبطاب عشان يقفلوا المجلس القومى للمرأة.. وإذا حد قاللهم ليه يقولوله إيييه؟؟.. بغجرنة كده.. إنت فلول؟؟.. فيخاف ويكش ويخرس.. والهدف يكسروا أى إنجاز للمجلس وينسفوا أى حق جابُه للمرأة.. كل ده ليه بقى؟؟
أجرن.. إعزن.. أتابن.. عشان يلغوا تجريم ختان الإناث.. ماهم منحورين ومقهورين .. إزاى تيجى ست تجرّم عملية هما بيحشدولها طول عمرهم؟؟.. والأم الجاهلة التورة الهبلة البهيمة اللى بتسعى لإرضائهم وتاخد بنتها تعملّها العملية وتكتفها بإيديها وهى بتندبح هى مجرد نتاج تعليم البهوات الفناطيس الفاضية.
قوم يجتمعوا مع بعض فى الخباثة.. ويسيبوا البلد اللى بتقع وتتخرب بفعل العبط والجهل والخيبة السودة.. ويقرروا يكوّنوا فريق من الدافسين برؤوسهم وعقولهم وذقونهم بين أفخاذ البنات المصريات والصبايا والزهرات اللى لسه بيتفتحوا ع الدنيا.. ممسكين بموسى قذرة صدئة ليبتروا بها بكل وحشية وحيوانية إنسانيتها وأنوثتها وكرامتها وقطعة من لحمها وأعصابها.. لتصرخ من الألم والصدمة والذهول.. وتنكسر شوكتها أمام فريق الجهابذة.. وتتعلم الدرس.. إنها ما خلقت إلا لتكون مثل أمها التى كتفتها وقيدتها لهم ليذبحوها.. طورة وبهيمة وهبلة.. وليشعروا بالزهو والفخار والدكرنة أمام أنوثة ناقصة ومبتورة ومنحورة.. والأكادة جاهلة وفقيرة ومحتاجة.. وتتربى على ثقافة بيع بنتها ولحمها فى مقابل قزازة زيت وكيسين عدس.
طفح الكيل بقى.. زودتوها لحد ما خرجت عن حدود المحتمل والعقل.. وكأن هناك إصراراً على مظاهر الرجعية والردة ونشر الامتعاض لدى البشر.. إصرار على صبغ البلد دى بصبغة جاهلية متخلفة.. والله لو ألد أعداء الوطن ما يعملوا كده.. ختان الإناث إيه وخيابة إيه دى؟؟؟.. إيه أم الرجولة فى كده؟؟.. ما هو نوع الزهو والفخار فى هذه العملة الشنيعة وهذه الجريمة الوضيعة؟؟.. والتى هى بالمناسبة مجرّمة ومحرّمة عالميا.. ده عند الناس اللى بتفهم.. عند البنى آدمين اللى بجد.. هذه الجريمة الطبية التى لم يرد لها اسم ولا تعريف فى علم الطب.. زيها زى الهايمينوروفى أو ترقيع غشاء البكارة.. حاجات من اختراع المصرى أم الأجنبى.. الطبيب المحترم خريج الجامعات اللى بجد يمكن أن يُطرد من زمالات الجامعات اللى بره لو ارتكب هذه الجريمة.. الطبيب المحترم مش اللى على ماتفرج اللى بنخرجه من عندنا وهو ماسك فى يمينه بكتاب تعاليم الجماعة وبالشمال النجسة كتاب الطب.. الطبيب كليشينكان اللى بيقعد فى الجامع يسمع الخطب المسمومة أكتر ما بيشوف معمل ويقرا بحث ويدرس حينقذ البشر إزاى من الأمراض المصرية المستعصية كفيروس سى والفشل الكلوى وخلافه.. ومش مهم بقى مصر تتحط على رأس قائمة الدول المتخلفة المقاطعة من منظمات حقوق الإنسان وتنال الاحتقار من المحافل الدولية العلمية والمجتمعية المحترمة.. هى بلدهم؟؟.. دى آخرها حتبقى إمارة فى دولة الخلافة المزعومة..
استكفينا وقرفنا وأحبطنا بقى.. إشى تخفيض سن الزواج لأربعتاشر سنة.. لمنع قانون التحرش.. لمنع المواقع الإباحية.. لمشروع قانون المضاجعة بعد الموت وقبل ما الولية ريحتها تطلع.. والمصيبة كل ما المجتمع يعترض ويثور لما يسمع كده.. يجروا جرى يقولوا ما حصلش.. ما عملناش.. ما شفناش.. كالعادة يعنى.. هو إيه الجديد؟؟.. سِلوُهم كده.. شفناه فى حالات متكررة من قادتهم وزعمائهم ومثلهم العليا.. ورب البيت لا يضرب الدف.. ده ماسك صاجات بعيد عنكو.. ومحزّم الأتباع وارقص يابو وسط سايب.. حقيقى قرفنا.. لدرجة أننا فكرنا بفرض عقوبة على اللى بيسن القوانين المهترئة دى إنه يحضر الحدث.. لما يختنوا بنته يقف يتفرج.. ولما يدّخلوها على عريس بالغ عجوز مكرمش وهى أربعتاشر سنة يحضر الدخلة عشان يشوف بعينه مدى العذاب.. ولكننا اكتشفنا إنه ولا حايحس على دمه.. ده ممكن يتلذذ بالنشوة من تعذيب بنته وضناه وروحها بتتسلب قدامه.
كل هذا يؤكد حقيقة واحدة.. أنكم.. لا قدر الله لا قدر الله لا قدر الله لو حكمتم هذا البلد.. فإن أول ما سوف تحرصون عليه هو استمرار تفشى الجهل والفقر والمرض.. فهى الأدوات التى سوف تؤكد تثبيتكم ع الكراسى.. وتجييش وحشد الهتيفة رافعى الأعلام السوداء اللى بتسموهم أنصار.. واحنا بنسميهم ميليشيات..إن مطالبتكم بالتحضر والانتماء للعلم تبدو شيئا مستحيلا.. هو سقف الدماغ كده.. لذلك مفيش حل غير الإحلال والتبديل إن أردنا أن ننجو بهذا البلد..
أدعى عليكم بإيه؟؟.. روحوا إلهى يختنوكوا ختان الإناث لجل ما تدوقوا م المرار جانب.
المصرى اليوم

0 التعليقات

علق على الموضوع