فاطمة ناعوت تكتب : الليبرالية .. وفساد المجتمع!
علامة التعجب فى عنوان المقال، هى المقال! فى حياتى القادمة، إن كان ثمة تناسخ أرواح، وإن حدث وغدوت رئيسة مصر، أو ملكة ربما، سأصك قانونا يعتقل بموجبه كل من يطلق معلومة معرفية مغلوطة، فيصدقها الناس، وتتداولها الألسن، وتصير حقيقة بين العامة، وما هى إلا هراء وبلاهة وجهالة! سأسميه قانون «مكافحة التجهيل». فأن تكون جاهلا، لا بأس فكلنا جهلاء نتعلم حتى نموت، أما أن «تجهل» الناس قسرا، فتلك جريمة، تستوجب العقاب!
مضحك أن تسجن من يسرق منك 100 جنيه، ولا تجرم سارق عقلك! سأفتتح المعتقل بذلك الرجل الذى قال: «الليبرالية يعنى أمك تمشى من غير حجاب»! وفى المعتقل، سنعامله معاملة كريمة: نمحو أميته، ثم نعلمه كيف يفتح الموسوعات ليستخرج تعريفا لمصطلح ما، وبعد هذا قبيل إطلاق سراحه، «نقرص» أذنه ونقول له: «عيب تتكلم فى اللى مبتفهمش فيه»!.
جريمته مرت دون عقاب، فأتت ثمارها العطنة، تصوروا أن يأتى سؤال التعبير بإحدى المدارس: «اكتب حول ما تقوم به الأحزاب الليبرالية والعلمانية من دور فاسد فى المجتمع»! أى عبث بعقول النشء! لاسيما فى مجتمعات نقلية تنتهج ثقافة: «قالوا له»، وليس لديها «وقت» ولا «مزاج» للقراءة وتحصيل المعرفة من مصادرها! لهذا تقول «أناتول فرانس»: إذا قال خمسون مليون شخص مقولة حمقاء، ستظل مقولة حمقاء!».
ونكرر تعريف الليبرالية، لأن التكرار يعلم «الشطار»، هى مذهب سياسى يعلى قيم العدالة والحرية والمساواة، واحترام حقوق الإنسان وحرية الاعتقاد: «من شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر». الليبرالية تنتصر لسيادة القانون ودستورية الدولة. الليبرالية تنتصر للإنسانية دون تمييز عرقى، ولا طبقى ولا عقائدى ولا أيديولوجى. الليبرالية نقيض الشللية والطائفية والحزبية والقبلية. لأن احترام الإنسان، كإنسان، هو قمة الترقى على سلم التحضر. وأما العلمانية فهى أن تقف الدولة دون تحيز على مسافة متساوية من الأديان كافة. فلا تميز طائفة على طائفة فى الحقوق أو الواجبات.
فالكل سواء أمام القانون. هنا يقول هنرى برجسون: «الإنسان العادى ميال بطبيعته إلى موافقة الجماعة التى ينتمى إليها. أما العبقرى فيشعر أنه ينتمى إلى البشرية جمعاء، ولذا فهو يخترق حدود الجماعة التى نشأ فيها، ويثور على العرف الذى يدعم كيانها، إنه يخاطب الإنسانية كلها بلغة الحب، «الليبرالية هى ما فعله فولتير عندما صادرت السلطات السويسرية كتاب «جان جاك روسو»، وأمرت بإحراقه، فقال فولتير لروسو: «أنا أختلف مع كل آرائك، على أننى أدفع عمرى دفاعا عن حقك فى حرية التعبير عن أفكارك».
والحق أن من يهاجمون الليبرالية لا يهاجمونها لفساد فيها، لأن كلها خير وعدل وتحضر ومدنية، إنما يهاجمون تصورهم الخاطئ عنها. فقط لأنهم لا يعلمون، أو يعلمون ويزيفون لكى يضللوا الناس، وهنا المصيبة أعظم، فى هذا يقول أدونيس، الشاعر والمفكر السورى الكبير: «أنت لا تكرهنى، أنت تكره الصورة التى كونتها عنى، وهذه الصورة ليست أنا». وبالمنطق نفسه نقول لهم أنتم لا تكرهون الليبرالية ولا العلمانية، بل تكروهون الصورة المشوهة التى رسمتها أذهانكم عن المذهبين النبيلين. وهذا شأنكم، فأنتم أحرار فى أن تقبلوا أو ترفضوا ما تشاءون، ولكنكم لستم أحراراً فى تشويه معارف الناس وسرقة عقولهم. الليبرالية هى الحل.
مضحك أن تسجن من يسرق منك 100 جنيه، ولا تجرم سارق عقلك! سأفتتح المعتقل بذلك الرجل الذى قال: «الليبرالية يعنى أمك تمشى من غير حجاب»! وفى المعتقل، سنعامله معاملة كريمة: نمحو أميته، ثم نعلمه كيف يفتح الموسوعات ليستخرج تعريفا لمصطلح ما، وبعد هذا قبيل إطلاق سراحه، «نقرص» أذنه ونقول له: «عيب تتكلم فى اللى مبتفهمش فيه»!.
جريمته مرت دون عقاب، فأتت ثمارها العطنة، تصوروا أن يأتى سؤال التعبير بإحدى المدارس: «اكتب حول ما تقوم به الأحزاب الليبرالية والعلمانية من دور فاسد فى المجتمع»! أى عبث بعقول النشء! لاسيما فى مجتمعات نقلية تنتهج ثقافة: «قالوا له»، وليس لديها «وقت» ولا «مزاج» للقراءة وتحصيل المعرفة من مصادرها! لهذا تقول «أناتول فرانس»: إذا قال خمسون مليون شخص مقولة حمقاء، ستظل مقولة حمقاء!».
ونكرر تعريف الليبرالية، لأن التكرار يعلم «الشطار»، هى مذهب سياسى يعلى قيم العدالة والحرية والمساواة، واحترام حقوق الإنسان وحرية الاعتقاد: «من شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر». الليبرالية تنتصر لسيادة القانون ودستورية الدولة. الليبرالية تنتصر للإنسانية دون تمييز عرقى، ولا طبقى ولا عقائدى ولا أيديولوجى. الليبرالية نقيض الشللية والطائفية والحزبية والقبلية. لأن احترام الإنسان، كإنسان، هو قمة الترقى على سلم التحضر. وأما العلمانية فهى أن تقف الدولة دون تحيز على مسافة متساوية من الأديان كافة. فلا تميز طائفة على طائفة فى الحقوق أو الواجبات.
فالكل سواء أمام القانون. هنا يقول هنرى برجسون: «الإنسان العادى ميال بطبيعته إلى موافقة الجماعة التى ينتمى إليها. أما العبقرى فيشعر أنه ينتمى إلى البشرية جمعاء، ولذا فهو يخترق حدود الجماعة التى نشأ فيها، ويثور على العرف الذى يدعم كيانها، إنه يخاطب الإنسانية كلها بلغة الحب، «الليبرالية هى ما فعله فولتير عندما صادرت السلطات السويسرية كتاب «جان جاك روسو»، وأمرت بإحراقه، فقال فولتير لروسو: «أنا أختلف مع كل آرائك، على أننى أدفع عمرى دفاعا عن حقك فى حرية التعبير عن أفكارك».
والحق أن من يهاجمون الليبرالية لا يهاجمونها لفساد فيها، لأن كلها خير وعدل وتحضر ومدنية، إنما يهاجمون تصورهم الخاطئ عنها. فقط لأنهم لا يعلمون، أو يعلمون ويزيفون لكى يضللوا الناس، وهنا المصيبة أعظم، فى هذا يقول أدونيس، الشاعر والمفكر السورى الكبير: «أنت لا تكرهنى، أنت تكره الصورة التى كونتها عنى، وهذه الصورة ليست أنا». وبالمنطق نفسه نقول لهم أنتم لا تكرهون الليبرالية ولا العلمانية، بل تكروهون الصورة المشوهة التى رسمتها أذهانكم عن المذهبين النبيلين. وهذا شأنكم، فأنتم أحرار فى أن تقبلوا أو ترفضوا ما تشاءون، ولكنكم لستم أحراراً فى تشويه معارف الناس وسرقة عقولهم. الليبرالية هى الحل.